مقالات

مخيمات البؤس في رفح.. كيف ننهي المأساة؟

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم –  لا شيء يدمي القلب أكثر من الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون في المخيمات في جنوب رفح عند الحدود المصرية، واقع لا يمكن وصفه، وربما يكون الوصف المناسب له الموت البطيء مع شقاء وعذاب يفوق أي تحمل.

هناك مشاهد لا يمكن أن تستطيع النوم أو الاستمرار في حياتك الطبيعية معها، أطفال رضع يغرقون في خيام لا يمكن حتى وصفها بخيام، يغرقون بمياه الأمطار ويرتجفون من البرد نساء وأولادا وبنات وكبار السن يتضورون جوعا ويئنون من الوجع، انه الموت البطيء المريع. هكذا هو حال أكثر من مليوني إنسان فلسطيني.

في الليالي الماطرة والباردة، لا أستطيع النوم، وبالتأكيد مثلي كثيرون، أغمض عيني ولا أغفو، لأن صور المواطنين في مخيمات رفح، وفي كل بقعة من قطاع غزة لا تفارقني، كيف يمكن أن أنام وهم في هذه المأساة، كيف يمكن أن ننام جميعنا؟ والسؤال: كيف يمكن أن نوقف هذه الحرب المجنونة المتوحشة؟ كيف نوقف مأساة الشعب الفلسطيني في القطاع؟

ولأنني لا أملك اجابة عملية وسريعة المفعول، أشعر بالغضب والضعف، أشعر بالظلم المزمن يطفو مع الأكسجين الذي يتدفق إلى دماغي، وأكرر السؤال: كيف نوقف موتهم البطيء وعذابهم ونعيد لهم ما هو طبيعي؟

لا يكفي أن تمزقنا المشاهد، علينا أن نتساءل أين أخطأنا خلال مئة عام كي لا نبقى في دائرة النكبة؟ ربما كان بالإمكان تغيير المسار البائس، أو على الأقل جعله أقل قسوة وأكثر فائدة، وقدرة في الحفاظ على الذات والوجود الذكي على الأرض. ولكن أولا هذه الحرب الجهنمية يجب أن نوقفها، إسرائيل لا تزال تتمتع بالغطاء والاستمرار بالحرب بأشكال مختلفة، وأفق إعادة الحياة الطبيعية إلى غزة لا يبدو قريبا، وفي الوقت نفسه ألا نستسلم لهذا الواقع، أو نتعايش معه أو نجاريه لتحقيق مكاسب فصائلية اعتقادا من أصحابها أن المهم أن يبقوا في المشهد ولو على جبل من الحطام والجماجم، وليس فيما يساومون به شيء لفلسطين والفلسطينيين.


اقرأ|ي أيضاً| فرض الحل على “إسرائيلهم” بقوة قرارات الشرعية الدولية


المشكلة هنا أن أطرافا أخرى تقطف كل هذه التضحيات، والشعب الفلسطيني يستمر كما كان كل الوقت وقود الحروب، دماؤنا التي يستخدمها الآخرون لمصالحهم وبذلك تتكرر النكبات مرة تلو الأخرى.

السؤال لا ينحصر في كيف نوقف المأساة الراهنة، ولكن كيف يمكن ألا نكررها، أو إذا تكررت أن نكون نحن من يحصد نتائج التضحيات لمصلحتنا فقط.

في جنوب رفح آلاف العائلات الفلسطينية تموت ببطء وربما قد تأتي لحظة لا يجدون بديلا أو ملاذا سوى الرحيل من دائرة الموت، خطر التهجير لا يزال قائما ما دامت الحرب مستمرة، لأن لا أحد يمكن لن يتحكم بايقاعات الأحداث في الحروب، للنظر إلى حروب الدول العربية المحيطة، ملايين اللاجئين انتشروا في أصقاع الارض، كانوا يعتقدون أنهم سيعودون إلى بلادهم بعد حين، وها هي سنوات طويلة تمر دون أن يعودوا. ولماذا ننظر للآخرين بل نحن وبعد 75 عاما لم يعود الفلسطيني الذي شرد من بلاده.

لذلك علينا نتوخى الحذر ونعمل بكل طاقاتنا وبكل الوسائل لوقف الحرب الآن وليس بعد أسابيع، فكل يوم يشكل فارقا.

 

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى