مقالات

حرب الإبادة والمرأة

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – يحل يوم المرأة العالمي هذا العام والمرأة الفلسطينية تدفع فاتورة عالية في زمن حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني مع دخولها الشهر السادس وبعد 154 يوما عليها، حيث استشهد نحو 9000 آلاف وجرح أكثر من 20000 امرأة، واعتقال العشرات من النساء حتى اليوم؛ حيث كان نصيبها مع أطفالها يتجاوز الـ 72% من مجموع ضحايا الحرب الوحشية والمجنونة، وتم ارتكاب جرائم تعذيب وتنكيل همجي ضدهن في السجون الإسرائيلية المعلومة وغير المعلومة تتناقض مع أبسط معايير القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والمعاهدات الأممية ذات الصلة بالإنسان عموما والمرأة والطفل خصوصا، وهو ما يفضح ويعري دولة التطهير العرقي الإسرائيلية وسادتها في الغرب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، الذين لم يتورعوا عن ارتكاب الموبقات اللاإنسانية واللاأخلاقية والبعيدة كل البعد عن الحد الأدنى من حقوق الإنسان.

فضلا عن ذلك، واجهت وتواجه المرأة الفلسطينية معاناة معقدة إضافية لما يواجهه الرجال نتيجة فقدان المتطلبات الأساسية المتعلقة بخصوصيتها مثل فقدانها الحفاظات والحمامات ونقص الملابس نتيجة النزوح من الشمال إلى الجنوب، وتعرضت عشرات آلاف الحوامل لشروط قاسية تفوق الوصف من فقدان الرعاية الصحية وظروف الولادة التي يعجز الإنسان عن وصفها، ونقص الغذاء والمياه النظيفة ما أدى للجفاف، لا بل تفاقم وضعها مع مضاعفة وتعميق حرب التجويع والأمراض والأوبئة المعلنة، وهناك المئات والآلاف اللواتي فقدن حياتهن لعدم تمكنهن من الولادة الطبيعية، وانتفاء أماكن إيواء مناسبة، وجميع العوامل آنفة الذكر تلازمت مع عمليات القصف والإبادة غير المسبوقة بمختلف الأسلحة الكلاسيكية والفسفور الأبيض والأسلحة الجرثومية والكيماوية وأسلحة الدمار الشامل وحتى القنابل المعالجة والمشبعة باليورانيوم الطبيعي والمنضب.


اقرأ\ي أيضاً| عشية يوم المرأة.. 9 آلاف أنثى استُشهدن منذ بدء العدوان على قطاع غزة


في يوم المرأة العالمي 2024 تدفع المرأة الفلسطينية، حاملة راية الوطنية، والمربي الأول للأجيال الجديدة ثمنا غاليا جدا من حياتها وحياة أطفالها أو كونها باتت المعيل للعائلة بعد فقدان رب الاسرة، وتقع عليها مسؤولية تحمل أعباء الاسرة من جرحى ومن تأمين مصدر عيش مقبول، بالإضافة لتأمين مأوى مناسب وخاصة للعائلات التي دمرت بيوتها كليا أو جزئيا، والمحرومة أصلا من النصيب الأكبر من حقوقها الاجتماعية والقانونية والاقتصادية بسبب تغول القوى الظلامية المتخلفة في عموم الوطن، وليس في قطاع غزة فقط، وإن كانت في محافظات القطاع عانت من التمييز الجنسي، وهضم حقوقها على الصعد كافة.

وبدا واضحا للعالم أجمع، أن قوى الأعداء التي تخوض حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني تستهدف بشكل مباشر المرأة والطفل، لأنها تعمل بمنهجية واضحة لإبادة أكبر عدد من النساء والأطفال للاعتبارات التالية أولا لتقليص عدد الولادات الجديدة؛ ثانيا استهداف الجيل الجديد بالموت بالوسائل العسكرية والأمراض والتجويع والأوبئة ونقص المياه الصالحة للشرب؛ ثالثا ومن ينجو من النساء والأطفال عسكريا، لا ينجو من تداعيات الفسفور الأبيض واليورانيوم الطبيعي والمنضب وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية، التي فاق وزن المواد المتفجرة عن 70 ألف طن بأنواعها ومكوناتها المضرة بحياة الإنسان؛ رابعا خلق مجتمع عاجز ومهشم ومحطم المعنويات ومشوه بالظواهر الاجتماعية الخطيرة من خلال استهداف المرأة المدافعة المتقدمة عن الثورة والدولة وأهداف ومصالح الشعب العليا .. إلخ.

أمام هذا التغول الوحشي والإجرامي على المرأة، الذي قل نظيره في التاريخ المعاصر وعلى مرأى ومسمع من العالم المتحضر، مطلوب من العالم أولا وقف الحرب فورا ودون قيد أو شرط، ثانيا على المنظمات النسوية العالمية بمختلف مسمياتها ومواقعها تشكيل ائتلاف دولي ضاغط لوقف حرب الإبادة الجماعية بأسرع وقت ممكن، والعمل على تأمين الحماية الدولية للشعب عموما والمرأة والطفل خصوصا؛ ثالثا المطالبة بتطبيق القرار الأممي المتعلق بالمرأة الرقم 1325 الصادر في 31 أكتوبر 2000 ويتلخص مضمونه في “المكونين الرئيسيين للقرار وهما مكافحة العنف الجنسي أثناء الصراع المسلح، وزيادة مشاركة المرأة في عمليات السلام والمؤسسات السياسية”. وغيره من المعاهدات والقرارات الأممية ذات الصلة؛ رابعا إعطاء الأولوية الوطنية والقومية للاهتمام برعاية المرأة والطفل، وتأمين المستلزمات الضرورية لحمايتهم الآن وغدا، وإعادة تأهيل واستنهاض المرأة من تبعات وتداعيات حرب الإبادة الجماعية السيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التربوية والسياسية والقانونية، وحماية مكتسباتها المختلفة.

ورغم مرارة حرب الإبادة الجماعية في محافظات الوطن كافة وغزة خصوصا، إلا أن توجيه التحية للمرأة في يومها العالمي أكثر من ضروري، لأنها حارسة أيامنا ونيران ثورتنا ومشروعنا الوطني، وبانية أجيالنا، ونصفنا الأجمل والأكثر عطاء، وكل عام والمرأة بخير، وكل عام والمرأة الفلسطينية البطلة رمز عزتنا، وعنوان تقدم مجتمعنا.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى