مقالات

موضوع التكليف وأراجيف حماس وأخواتها

موضوع التكليف وأراجيف حماس وأخواتها

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – لا أدعي أنني أمتلك كل المعلومات، لكن لدي ما يكفي لأقدر حقيقة الأمور، كما لا أجزم أن التشاور كان نموذجيا في ظروف هي بالأساس غير نموذجية بل واستثنائية بشكل غير مسبوق، فنحن نعيش في حالة طوارئ، وربما أكثر من ذلك نحن الفلسطينيين نعيش لحظة مصيرية خطيرة تقترب في شكلها ومضمونها من نكبة عام 1948. وأن المهم والحالة هذه التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفي مسألة التشاور دعونا نقسم الأمور الى عدة مستويات بهدف توضيح الموقف، وإذا ما كانت الفصائل تعلم بالتكليف أم لا ، وإذا ما كان من حق حماس وأخواتها وبنات خالتها أن تحتج وتشككك وتزاود، وفي الوقت نفسهأن تقول إنها “خطوة خالية من اي مضمون”.

المستوى الاول: فصائل منظمة التحرير التي تشارك في اجتماعات القيادة، وفي اللجنة المنبثقة عنها، فالجميع يعلم أن حكومة الدكتور إشتية قد قدمت استقالتها، والجميع يعلم أن المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة القادمة كان الدكتور محمد مصطفى هو المرشح الأكثر حظا، فالغريب أن يصدر حزب الشعب والجبهة الديمقراطية بيانات تشكك بالخطوة!ألم يكن بإمكانهما مناقشة الموضوع في الاجتماعات. وهنا تطرح أسئلة لماذا البيانات أي تقديم أوراق اعتماد لطرف إقليمي؟ وبغض النظر فإنها بالتأكيد بيانات أبعد ما تكون عن الحرص الوطني والاستشعار بخطورة الأوضاع، إن المواطن العادي كان يعلم بالخطوات التي اتخذها الرئيس، كما لم يفاجأ لا باستقالة الحكومة ولا بتكليف مصطفى. ربما المفاجأة الأهم هي هذا الترحيب الدولي الواسع بالتكليف وقد يكون هذا الترحيب هو السبب من وراء انزعاج حماس وأخواتها.

المستوى الثاني، ويتعلق بحماس والشعبية والجهاد، وبالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن كل الخطوات كانت معروفة ومتوقعة من قبل الرئيس، فإن هذه الفصائل وبالتحديد حماس، خلال لقاء موسكو الأخير وقي كل اللقاءات التي جرت بطرق مختلفة، كانت تقول إنها لا تمانع تشكيل حكومة كفاءات، وإنها لا تعترض على شخص يختاره الرئيس محمود عباس لتولي رئاسة الحكومة الجديدة. فالسؤال لماذا أرغت حماس ومعها أخواتها وازبدت، وأصدرت بيانا مسموما لا يمكن إلا أن يؤكد أن نهج الانقسام متأصل في هذا التنظيم الاخواني، وأن آخر همه ما يجري لأهل غزة من مصيبة، مع العلم أن من واجبه كان حمايتهم وليس أخذهم إلى مذبحة كبرى، أما المبادرة الوطنية فلهذا التنظيم معيار مختلف عن الجميع، وقد يحتاج الى مقال خاص، فهو يلعب دورًاأقرب ما يكون لتلك القوى التي تحالفت مع جماعة الإخوان خلال ثورات ما سمي بالربيع العربي، مثل المرزوقي في تونس على سبيل المثال. والسؤال ما الذي جنته هذه القوى من هكذا تحالف سوى انه قد تم إستخدمها كجسر للجماعة؟

المستوى الثالث: إن خطوة الرئيس بالتكليف تدخل في صلب صلاحياته القانونية، وإنها من الطبيعي إن يقوم رئيس الحكومة المكلف بالمشاورات مع كافة الجهات سواء على برنامج الحكومة وأولوياتها، أو على الوزراء وكيفية توزعهم الحقائب على التخصصات، بحيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.


اقرأ|ي أيضاً| خطاب التكليف استثنائي لرئيس حكومة توافقي


المستوى الرابع: يأتي في إطار سؤال يتعلق بكتاب التكليف وإن كان هناك من يختلف مع الأولويات التي وردت فيه؟ فإن أي اعتراض او مواقفة تركز أكثر على البرنامج السياسي، فهل فيما ورد في كتاب التكليف ما قد نختلف معه؟ هل هناك طرف يمكن أن يختلف مع أولوية وقف الحرب الوحشية، وإغاثة اهلنا في قطاع غزة بشكل صحيح وبكرامة، أو يختلف أحد مع أولوية إعادة بناء القطاع والأهم توحيده غزة مع الضفة وطي صفحة الانقسام إلى الأبد.

المستوى الخامس يتعلق ببؤس مفردات بيان حماس وأخواتها وبنات خالاتها، مثل مفردة “التفرد”، فهل هناك من يتفوق حماس في تفردها وقي قراراتها، التي لم تأت على الشعب الفلسطيني إلا بالكوارث، أبرزها التفرد بانقلاب عام 2007 وفصل قطاع غزة عن الضفة، الذي اوصلنا للنكبة الراهنة.

أما المستوى الأخير يتعلق بمصطلح مواجهة العدوان، الذي ورد في بيان حماس كأولوية بدل وقف العدوان والحرب، السؤال بعد اكثر من ستة اشهر من الحرب واستشهاد اكثر من 32 الف مواطن فلسطيني وجرح 80 الفًا وتدمير قطاع غزة وما يعيشه الغزيون من مجاعة وفي غياب تام لأبسط أسس الحياة من كهرباء وماء، ثم حماس تريد المواجهة وأغلبية قيادتها في الخارج والباقي في الانفاق والشعب الفلسطيني بلا حماية.

والسؤال ما هي رهانات حماس من وراء الاستمرار بالمواجهة وليس وقف الحرب؟ ألا ترى حماس أن ليس،هناك مواجهة، وأن هناك مذبحة فقط تكلف شعبنا المزيد من الضحايا والخسائر، لكن من الواضح أنه من مصلحة حماس هي ونتنياهو وحدهما إطالة الحرب، وبالنسبة لحماس فإن لديها رهانًا وحيدًا من إطالة الحرب وهو أنه قد يسمح لها بدور ما في غزة وتحاول الحصول على ضمانات لأمن قيادتها الشخصي في المستقبل، أما الشعب الفلسطيني في غزة فله الجوع والموت الزكام.

 

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى