مقالات

تحديث الانقلاب .. باغتيال الرئيس أبو مازن سياسيا

شعاع نيوز- الكاتب موفق مطر- بدأت الحملة الموازية لحملة الابادة الصهيونية الدموية على شعبنا، لضرب المصالح الوطنية العليا، ونسف أي امكانية لتفكيك حصار الدم  والدمار على الشعب الفلسطيني، وإمكانية استعادة قطاع غزة الى الشرعية الوطنية الفلسطينية، وإعادة توحيد جغرافيا دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، فالحملة مموهة ومسمومة، مموهة بشعارات وعبارات مشتقة من العملية الديمقراطية، لكنها مسمومة لأن أدواتها هي ذاتها (الأدوات الخفية) لانقلاب سنة 2007  على المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى الشرعية الوطنية الفلسطينية، الذي نفذه الفرع المسلح لجماعة الاخوان المسلمين في فلسطين (حماس)، فقد أسقط الرئيس أبو مازن قناع هؤلاء، وكشف ضلوع رؤوسهم الخربة في المؤامرة بالتفصيل مع رؤوس من جماعة حماس بخطاب شهير، خلال دورة للمجلس الثوري في 13 مارس/ آذار سنة 2014، وأمر ببثه في تلفزيون فلسطين ليعلم الشعب الفلسطيني الحقائق، ومصدر المؤامرة على حقه وقضيته وعلى قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية .

يسعى هؤلاء لاختراق وعي الجمهور الفلسطيني باستخدام شعارات: (الإصلاح) وضرورة اجراء  (الانتخابات) رغم واقع النكبة الحالية وبدون القدس! ويركزون هجماتهم على ( ضمير فلسطين) رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس ابو مازن، وأضافوا الى بنك اهدافهم – منذ فترة قصيرة –  رئيس الوزراء المكلف لتشكيل (الحكومة الـ 19) الدكتور محمد مصطفى، ويمضون بكل وقاحة في تمثيل دور (الديمقراطيين)، وكأنهم بهذه الحملة يحاولون شطب معلومة هامة من ذاكرة الشعب الفلسطيني، فالقضاء الفلسطيني يلاحقهم للوقوف امام منصات محاكمه العادلة، عدا عن انكشاف ارتباطاتهم بأجندات خارجية، بعد تهيئتهم للعب أدوار مهمة في انقلابات إقليمية بصورة واضحة نسبة الشك فيها (0%) فتصريحاتهم وأحاديثهم المرئية والمنشورة في وسائل الاعلام كنا اشرنا إليها في مقالات سابقة، وتوجه احدهم ممن اكل عليه الدهر وشرب قبل أيام في لقاء مع الاعلامي اللبناني طوني خليفة في (برنامج المشهد) الذي برع في استدراجه حتى سقط، وأقر بالخطوط العريضة لأهدافهم، التي يمكن تلخيصها: أولا- التشويش على رؤية الرئيس أبو مازن السياسية التي باتت محط اجماع لدى قادة ورؤساء وحكومات معظم دول العالمي حول (حل الدولتين)، ووأد برنامج حكومته الجديدة حتى قبل انتهاء الدكتور محمد مصطفى من تشكيلها، والإبقاء على قطاع غزة منفصلا، ومنع استعادته الى الشرعية والنظام والقانون والسلطة الواحدة، ما يعني تهيئة ما بات يعرف “باليوم التالي “ليبقى قطاع غزة تحت (سلطة انقلاب محدثة) بزي جديد، وألسنة جديدة، لكنها في المضمون خادم لمخطط  المنظومة الصهيونية التي يرأسها نتنياهو بمنع قيام دولة فلسطينية، فهذا (المنسي) الذي اعيد بقدرة قادر الى واجهات وسائل الاعلام، ليمارس منهج (غوبلز) الوزير في حكومة هتلر الذي اسس مدرسة التعبئة المضادة القائمة على الكذب ومقولته بذلك: ” اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس “بدا كالناطق باسم الذين يتهيأون للانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني في اليوم التالي، في ظل إلهاء الجمهور بفقاعات صابون الديمقراطية المثيرة!

فهذا الذي قدم نفسه للجمهور تحت مسمى المستشار السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات! ظهر على حقيقته كخائن لمهمة المستشار لزعيم الشعب الفلسطيني ابو عمار رحمه الله، عندما انتهج الكذب وامتشقه سلاحا، بتنا نعرف صانعيه ومسوقيه، وخطوط تسويقه، فنحن على يقين أنهم يعملون على تنفيذ ذات الخطة التي نفذها  مع مشغله العميل على الرئيس الشهيد أبو عمار، حيث تبدأ بتجفيف سياسي، كمرحلة اولى، ثم اغتيال سياسي وحصار، وربما تنتهي باغتيال مادي – لا سمح الله  – ومن يتتبع تصريحات هؤلاء يستطيع قراءة اليوم التالي المخطط في اجندتهم الخاصة والمرسومة لهم سلفا، حتى هذا (المنسي) قد قالها صريحة في هذا اللقاء المتلفز: “إن مشغله قالها عشرات المرات أنه لا يريد موقعا في السلطة، لكن ثالثهم المتهالك اعرب عن جاهزيته لهذه المهمة” !!

أما كفاءة رئيس الوزراء المكلف د. محمد مصطفى المعترف بها فلسطينيا وعربيا ودوليا فقد ظن انه بتصغيرها سيبدو كبيرا!، فكلام وفعل هذا المطلوب للعدالة، بتهمة خيانة الأمانة، يمنحنا الدليل القاطع على أن المنظومة الصهيونية، لا تستخدم إلا المجرم الفاسد لتحقيق أهدافها المدمرة فبالأمس كان والدحلان ذريعة حماس للانقلاب الدموي، أما اليوم فإنهم يلتقون مع رؤوس حماس للانقلاب، ليس على شخص الرئيس ابو مازن وحسب، بل على فكره الوطني الانساني، وعلى فلسطين في قلبه وعقله، وعلى استقلالية القرار الوطني، على الحكمة والتعقل الناظمة لنهجه وعلى صدقه وإخلاصه في العمل من اجل انتصار المشروع الوطني .. فلنبقَ في يقظة وحذر.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى