مقالات

زعزعة أمن الأردن يضر بفلسطين والأمن القومي العربي

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – لا يمكن تخيل ان يمتلك أحد القليل من العقل والحرص على القضية الفلسطينية والامن القومي العربي ويسعى للمس بامن الاردن وإثارة الفوضى فيه. كما لا يمكن تخيل ان جهة تعمل على اشعال الوضع في الاردن في وقت تنصب فيه جهود الجميع وبكل السبل، لوقف حرب الابادة الاسرائيلية، وإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الموت، والجوع، والتهجير، إنه الجنون بعينه أن يدعو طرف إلى التمرد وإشعال الساحة الاردنية في كل وقت، وفي هذا الوقت بالتحديد الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لخطر التصفية.

امن الاردن واستقراره هو مصلحة وطنية فلسطينية، لاسباب عديدة، أولها- أن الأردن هو العمق الاستراتيجي لفلسطين، والشعبان الفلسطيني والاردني هما شعب واحد، وما يضر بمصلحة الشعب الاردني يضر جوهريا بمصلحة الشعب الفلسطيني، واستقرار الأردن ونماؤه هو هدف لفلسطين تماما كما هو هدف للاردن، ومن هنا يبدو مستهجنا وغريبا ان يكون لاي طرف فلسطيني عاقل مصلحة بزعزعة أمن الاردن الا إذا كان يفكر بطريقة عدمية او انه مرتبط بأجندة هدامة سبق ان شهدنا نتائج أعمالها في سوريا والعراق وليبيا واليمن وقادت الى تدمير الدولة الوطنية في كل هذه البلدان والمستفيد الاهم من هذا التفكك هو إسرائيل والقوى الاقليمية التي تبني مشاريعها على حساب مصالح وجغرافيا ومقدرات الوطن العربي.

واذا كانت ثمة اطراف تشعر بالضغط السياسي والعسكري، فلا يعني ذلك ان تهرب إلى الأمام وتدعو الى بث الفتنة في الاردن، والفوضى التي قد تقود الى تفكيكه، وربما تقسيمه وقد تحتل إسرائيل أجزاء منه بحجة الدفاع عن امنها. فالفوضى ما أن تبدأ في مكان فلا احد يمكنه التنبؤ الى اين ستأخذنا وما هي نتائجها.


اقرأ|ي أيضاً| بقوة القانون ..لا للفلتان الأمني


ما يسعى اليه الاردن الشقيق منذ اليوم الاول للحرب وحتى اللحظة، هو وقف هذه الحرب الاسرائيلية الظالمة على قطاع غزة، حرب الإبادة والتدمير. والسؤال هنا من هو المستفيد من نقل الازمة الى الأردن، بل ومحاولة نقل التدمير إليه؟ بالتأكيد لن يكون فلسطينيا، بل العكس سيكون الفلسطيني المتضرر الاول، وربما تشكل حالة الفوضى في الاردن فرصة إذا ما تحققت لا سمح الله، امام مخطط الوطن البديل. هل حماس وجماعة الاخوان المسلمين والاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي يريدون ذلك؟

لقد فرضت الحقيقة الجيوسياسية نفسها على فلسطين والاردن منذ فجر التاريخ، وارتبطت ضفتا النهر بمصير مشترك في معظم الحقب التاريخية منذ ان رسم الانسان الخرائط واصبح هناك امبراطوريات لها اطماع توسعية، وقد لمسنا هذا الربط، وهذه العلاقة العضوية في سير التاريخ التاريخ ومدوناته، ولمسنا الربط في التقسيمات الادارية، من زمن الاغريق والرومان والبيزنطيين والدولة العربية الإسلامية فجند فلسطين وجند الاردن طالما كانا متداخلين في المصالح والحدود، وما ان يصاب احدهما حتى يصاب الاخر اما بالخير او بالشر. ان اي تفكير، وفي هذا الوقت بالتحدبد للمس بامن الأردن ما هو الا ضرب من الجنون وفقدان صاحب الغاية بوصلة المصلحة الوطنية والقومية.

وفي الازمة الاخيرة لا يمكن لأي فلسطيني الا ان يثمن الدور الأردني الذي يتصرف كصاحب القضية، في العمل السياسي والدبلوماسي وفي مد شعبنا في غزة بالمساعدات بكل الوسائل. وكان للأردن موقف ملفت ينم عن مسؤولية في منع التهجير. فهل بهذا يكافأ الأردن بالدعوة للتمرد ونشر الفوضى؟ لعل الوقت هو وقت وحدة وتضامن، وليس وقت بث الشقاق والفوضى، الاردن هو القلعة العربية الأخيرة في المشرق العربي بعد أن دبت الفوضى في العديد من البلدان المحيطة به، ان مهمة الحفاظ على امنه واستقراره هي مسؤولية ومهمة قومية بامتياز.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى