مقالات

اليهود ضحاياها.. أديلسون تساوم على “وعد ثان” من ترامب الرئيس المجرم المدان!

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – تستكمل المليارديرة الأميركية الاسرائيلية اليهودية (ميريام أديلسون) سيرة عائلة اللورد البريطاني اليهودي (ليونيل وولت ردي روتشيلد) في عملية تصنيع الحلم الصهيوني بالمال السياسي، فهذه الطبيبة البالغة 79 سنة، ارملة الأميركي شيلدون أديلسون أحد أهم أثرياء الولايات المتحدة، وهي اغنى اسرائيلية في العالم وخامس اغنى امرأة في الولايات المتحدة، برأس مال يفوق الـ 34 مليار دولار. تساوم الرئيس الأميركي “المجرم المدان” دونالد ترامب -كما وصفه الرئيس الحالي جو بايدن- على احتلال صدارة أكبر المتبرعين لحملته الانتخابية، للعودة الى البيت ألأبيض مرة ثانية، مقابل “وعد” بأن يقبل ويدعم ضم الضفة الغربية لإسرائيل، إن فاز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم.. علما أنها وعائلة أديلسون قد تبرعا لحملة ترامب الانتخابية سنة 2016، حيث فاز، واعتبرناه “بلفور الثاني” عندما نفذ “وعده” ووقع إقرارا وقرارا باعتبار القدس عاصمة لمنظومة الاحتلال والاستعمار العنصرية (اسرائيل)، وبذلك يكون قد أعاد سيرة آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني الذي أبلغ اللورد البريطاني اليهودي الملياردير (ليونيل وولتر دى روتشيلد) بقرار بريطانيا “إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين” عبر رسالة سميت “وعد بلفور” سنة 1917 للتمويه على حقيقة ثابتة، وهي أن الولايات المتحدة الأميركية قد اشرفت على صياغة كل كلمة وحرف في مذكرة ذلك “الوعد”! وقبل هذا “الوعد” كانت هنالك وعود من امبراطوريات استعمارية كثيرة، ابرزها وعد نابليون بونابرت الذي اعد خطة سرية لانشاء كومنولث يهودي في فلسطين حال نجاح الحملة الفرنسية لاحتلال مصر والمشرق العربي بما فيه فلسطين، مقابل قروض من ممولين يهود للحكومة الفرنسية لتمويل حملته الاستعمارية، واثناء حصاره لمدينة عكا على الساحل الفلسطيني، نادى نابليون اليهود، واعتبرهم ورثة فلسطين الشرعيين!! ودعاهم لمؤازرته، والإسراع في دعمه ليتم اعادتهم الى فلسطين، لكن نابليون أراد كسب ود اليهود وأموالهم ليدعموه في خلافه ضد حكومة فرنسا، لكنه انهزم مقابل أسوار عكا التي قضت على احلامه الاستعمارية، أما اليهود فلم يهتموا بدعوة نابليون، لأن فلسطين لم تكن في اذهانهم، وهذه احدى الحقائق التي تفيد بأن مشاريع الإمبراطوريات والدول الاستعمارية، سعت لاستخدام اليهود، ووعدهم بوطن في فلسطين، مقابل “المال من الأثرياء اليهود في أوروبا” الذين دعموا ومولوا الحملات العسكرية على بلادنا، لأهداف استعمارية، وللسيطرة على ثروات المنطقة، والمناطق الاستراتيجية فيها، ولم تكن فكرة الدولة اليهودية قائمة في اذهانهم أبدا!! وهنا يمكننا التركيز على ان أثرياء اليهود لم يكونوا العصب المالي للحملات الاستعمارية وحسب، بل اصحابها بالفكرة والتنظيم والتنفيذ باعتبارهم اركان الدولة الاستعمارية العميقة في اوروبا والولايات المتحدة، أما اليهود على تنوع جنسياتهم، فلم يكونوا بنظرهم أكثر من (مُستَخدَمين) تحت شعارات دينية صهيونية.


اقرأ\ي أيضاً| ترامب يشبه نفسه بـ”مانديلا العصر الحديث”


المليارديرة أديلسون، اشترطت على دونالد ترامب ارتكاب جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، وإحراق مواثيق الشرعية الدولية، وقوانينها وقراراتها، واعتبار كأنها لم تكن، لتكافئه بفضيحة تاريخية، تعتبر في ميزان العدالة القانونية القضائية جريمة، فأديلسون الخارجة على الانسانية جوهر رسالة الطب، تستخدم المال السياسي لتمويل رئيس مصاب بجنون العظمة، لمساندة منظومة الصهيونية الدينية في حملة الابادة الجماعية الدموية على الشعب الفلسطيني، واستخدام نفوذه لإدامة الصراعات والعدوان والاحتلال والحروب، وسفك الدماء، وتعميم ارهاب الدولة، ومحو ثقافة السلام، واستيطان السياسة بالعنصرية، وغزو محاكم العدل والجنائية الدولية، لمنعها من تطبيق القانون على مجرمي الحرب، والمجرمين ضد الانسانية، والسؤال هنا موجه لليهود في اسرائيل وفي بلدان العالم دون استثناء: متى ستدركون أن السلام سبيلكم للتحرر من شبكة المنظومة الاستعمارية الدولية، وأنكم ضحايا الأثرياء الذين يستخدمون عقيدتكم، لبلوغ طموحاتهم، حتى لو كان الثمن رميكم في المحارق؟!

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى