مقالات

لنغير من عاداتنا الاستهلاكية ونتكافل أكثر

شعاع نيوز / الكاتب: باسم برهوم – لنغير من عاداتنا الاستهلاكية ونتكافل أكثر

ما يريد قوله هذا المقال هو كيف علينا أن نجعل من أزمة المواد الغذائية والطاقة الناجمة عن الحرب في اوكرانيا، فرصة لتغيير بعض عاداتنا الاستهلاكية، وأن نطور آليات تكافلنا وتضامننا بعضنا مع بعض، ننطلق أساسا من االشعور الإنساني، ومن كوننا شعبا مستهدفا بالاحتلال، ولا سيادة لنا على أرضنا ومواردنا.

لو راجعت الغالبية منا نفسها، وسألت السؤال الجوهري: هل نحن منظمون في استهلاكنا على مختلف أشكاله: الغذاء، اللباس، وفي صرف الطاقة: كهرباء وغاز وبترول.. أم أن هناك هدرا لا معنى له وأنه بالإمكان أن يعيل هذا الهدر عائلة فلسطينية مستورة؟ حتى في شهر رمضان الكريم، الذي الفكرة منه، التصوف والزهد وإطعام الفقير، ألا نبالغ في هدر الغذاء والمال؟

هناك دائما قدرة أكثر على تنظيم شأن الأسرة، وكيفية استهلاكها، هناك دائما قدرة أكبر لتخفيف الهدر ودون ان تتأثر حياتنا جوهريا؟

لدينا مشكلة، إن لم يكن كلنا فمعظمنا، في كيفية التعامل مع السوبر ماركت، وشراء حاجاتنا، كم منا يحدد مسبقا بالضبط حاجاته، ويضع قائمة محكمة بمشترياته؟ كم منا يحرص على اطفاء كهرباء الغرف والأماكن غير المستخدمة في حينه، وان يمشي على قدميه في المسافات الصغيرة والمتوسطة بدل استسهال ركوب السيارة؟ كما ان في المشي صحة ونشاطا، فهو نوع من ممارسة الرياضة، بل كثيرون في الدول الراقية إما يستخدمون الدراجات الهوائية، او يضعون هدفا مفيدا للمشي اما لشراء حاجياتهم او الذهاب لمكان العمل او لزيارة صديق.

لو قام مركز الإحصاء الفلسطيني، بدراسة طرق وأساليب الاستهلاك، لربما اكتشف ان هناك هدرا يصل الى ما بين 20 الى 30 بالمئة، وهي نسبة عالية، ولو قمنا بدراسة ما نقوم بإلقائه في النفايات، سنجد ان هناك كميات كبيرة من الخضار والفواكه المتعفنة، إما لأننا لم نشتر بقدر حاجتنا أو لأننا لا نخزن مأكولاتنا بشكل صحيح، وعلى الأغلب هو السبب الأول، اننا نشتري اكثر من حاجتنا.

لدينا فرصة اليوم ان نعيد تنظيم استهلاكنا وان نتخلص من عادتنا السلبية، مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا، ان مثل هذا التنظيم، هو امر مهم حتى مع طبيعة الواقع الذي نعيش، نحن شعب يعيش تحت الاحتلال، ونحن بحاجة ان ننظم شؤون حياتنا اكثر من غيرنا، والتنظيم لا يعني ان نبخل على انفسنا في غذائنا، ولكن ان نتصرف باعتدال. أولئك الذين يدرسون الاقتصاد، يبدأون في دراستهم من فكرة بسيطة لكنها غاية في الأهمية، وهي كيف تضع الأسرة لنفسها ميزانية سنوية، انطلاقا مما يردها من مال وما تحتاجه من نفقات، وهي نموذج مصغر للدولة، بحيث تضع معادلة بألا تضطر الأسرة الى الاستدانة، بل العكس من ذلك، ان يكون لديها احتياط أو فائض لوقت الأزمات.

وهنا نعود للحكومة بما لديها من وسائل، عليها ان تقوم بحملة ارشاد متواصلة، فهذه المهمة هي إحدى مسؤولياتها، هناك حاجة لخلق حالة تفاعلية وحوار مفتوح وشفاف بين الحكومة والمواطن، ان تقوم بمفاتحة الشعب ما الذي ينتظره وكيف يمكن ان تتعاون هي وهو لما فيه مصلحة البلد والشعب.

الازمة الاوكرانية مرشحة للاستمرار مدة أطول، ومرشح ان تخلق ازمات اقتصادية أكبر، هذا ما يقوله الخبراء، ومن هنا أهمية ان نتصرف بمسؤولية حكومة وشعبا.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى