مقالات

الشعب الفلسطيني وعبقرية الحضور

شعاع نيوز – الكاتب: يحيى رباح – الشعب الفلسطيني وعبقرية الحضور

صباح اليوم الخميس، ستقف إسرائيل كلها مكشوفة وعارية ومفضوحة في جوهر وجودها القائم على الخرافات والادعاءات الزائفة، أمام شعب صغير العدد، كبير في حقيقته القائمة على الحق والفعل المنسجمين، أمام ألف أسير فلسطيني بدأوا الإضراب عن الطعام لإثبات فشل الرواية الإسرائيلية من أساسها، وانكشاف هذه الدولة على حقيقة أوهامها الكبيرة مهما امتلكت من المليارات التي تتدفق عليه، وأطنان الأسلحة التي يتسلمها بالمجان، قبل حتى أن تعتمد لدى جيش البلاد الأميركية التي جاءت منها، وهل تصدقون أن إسرائيل المكونة من مستوطنين ليسوا في الحقيقة سوى مجموعات من اللصوص والقتلة الفالتين من العقاب، هذه الإسرائيل تتلقى منذ قيامها أكثر من ثلاثة مليارات من المساعدات الأميركية السنوية، بالإضافة إلى المليارات التي تدفعها بعض المجموعات الأميركية المتنفذة لعلمها أن كل مليار تقدمه لإسرائيل حتى تبقى قادرة على الاستمرار في الحياة، يقربها من أصحاب القرار في أميركا.

لكن هذه الإسرائيل المزعومة، القائمة على موجة الدعاية الأميركية، ستواجه منذ صباح السبت ألف معتقل في سجونها في إضراب شامل وقوي عن الطعام، وحتى لا تستغل إسرائيل عملية الضغط والبطش بالإطارات التنظيمية، لهؤلاء الأسرى الفلسطينيين، فإنهم قاموا بحل الإطارات التنظيمية، يعني أن الحكومة الإسرائيلية بأدواتها المتعددة، ستواجه كل معتقل فلسطيني على حدة، كل هذا رغم الحجز الانفرادي، والتجاهل الطبي المتعمد المؤدي إلى الاستشهاد أو العجز، ورغم السلوكيات الخارقة في قذاراتها التي يمارسها الجنود ضد الأطفال الأسرى، وكيف تتم محاولات اذلالهم والإيحاء لهم أنهم بالكامل تحت قبضتهم، لكنهم منذ صباح الخميس سيكونون مضربين عن الطعام، في قرار وحدوي يؤكد أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي قدر الفلسطيني، لن يزعزعها سماسرة الانقسامات وتجار الألعاب القديمة البائسة التي جربوها من قبل ألف مرة، وباءوا بالفشل العظيم.

الأسرى الفلسطينيون ومن بينهم وأشهرهم الآن خليل العواودة الذي حفظ الفلسطينيون عبر العالم كله شكل أضلاع قفصه الصدري وهو يتحضر للاستشهاد فتكتب له الحياة، ها أنت يا خليل العواودة تتحول إلى رمز يدل على معجزات الله الخالدة، كلما اقتربت من الموت كتبت لك الحياة، فينهزم الإسرائيليون، هذا الشعب المزور الطالع من أكاذيب الحكايات القديمة. طوبى لكم، فثمة الملايين في العالم يتابعونكم، يشعرون بقدرتكم على الصمود، يقولون ظننا أنكم ستنزلون عن عروش مجدكم ولكنكم تزدادون ثباتا، إن إلهكم الذي خلقكم فخور بكم، وكل صاحب قضية عادلة في العالم يتعلم منكم عبقرية الصمود الفاعل.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى