مقالات

نتنياهو بين المطرقة والسندان

شعاع نيوز – الكاتب: رمزي عودة – تتجه التقديرات إلى عودة بنيامين نتنياهو للحكم بعد فرز أصوات الناخبين في انتخابات الكنيست الـ25 التي انتهت قبل عدة أيام، حيث سيقود زعيم الليكود ائتلافاً يمينياً مع الصهيونية الدينية بقيادة إيتمار بن غفير زعيم حزب “القوة اليهودية”. وفي النتيجة، فإن حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة نتنياهو ستتربع على حكم إسرائيل خلال السنوات الأربع المقبلة، وستكون أهم سماتها التطرف، بالمقابل، فإن هذه الحكومة ستقع بين المطرقة والسندان؛ دولة متطرفة غير ديمقراطية وعلاقات فاترة ومتوترة مع إدارة بايدن الديمقراطية.

في الغالب، ستضم هذه الحكومة المتوقع تشكيلها في غضون أقل من شهر، الإرهابي المتطرف بن غفير، الذي يدعو علانيةً إلى قتل العرب وترحيلهم وهدم المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي يُصعّب على نتنياهو الدفاع عن ديمقراطية دولته، وتحسين صورتها القاتمة أمام العالم. كما لن يكون بإمكانه أن يحافظ على ابتساماته المخادعة ودفاعه عن السلام في أروقة المنظمات الدولية وفي كونغرس الولايات المتحدة، بينما يدعو أحد وزرائه إلى العنصرية ضد العرب ويدعم المجموعات الإرهابية وينظم معسكرات يدرب فيها الشباب الإسرائيلي المتطرف على كيفية التصدي لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي تلاحق المجموعات اليهودية المتطرفة.

بالمقابل، فإن نتنياهـــو سيكون في مأزق لا يحسد عليه وهو يتعامل مع إدارة بايدن، التي انتقدها بشدة أثناء السباق الانتخابي بين بايدن وترامب في الانتخابات الأميركية السابقة. حيث قدم الأخير دعماً سياسياً غير محدود إلى دولة الاحتلال فيما سمي بصفقة القرن. من جانب آخر، فإنه من المتوقع أن تتوتر العلاقات بين بايدن ونتنياهو فيما يتعلق بالاتفاق النووي الأميركي مع إيران، حيث ترتكز رؤية نتنياهو على أهمية توجيه ضربة عسكرية لإيران بخلاف إدارة بايدن التي تعطي مساحة أكبر للمفاوضات. وفي الوقت الذي لا يتصور فيه أن تطغى مشكلة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث إن هذا الملف من الصعب حدوث اختراق فيه نتيجة للطابع اليميني للحكومات الإسرائيلية؛ سواء في الحكومة الإسرائيلية السابقة (حكومة لبيد)، أو في الحكومة المتوقع تشكيلها (حكومة نتنياهو). ومع هذا، فإن الإدارة الأميركية تخشى من أن تعمد حكومة نتنياهو المقبلة إلى التطرف والتحريض العنصري، بما يتعارض مع قيم المجتمع الديمقراطي على حد تعبير “ليد برايس” المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية. وفي السياق نفسه، وحسب موقع “أكسيوس” (Axios) الأميركي سيكون من الصعب على الإدارة الأميركية التعامل مع حكومة “إسرائيلية” بوجود إيتمار بن غفير، الذي يتوقع أن يتولى منصبا وزارياً رفيعاً في هذه الحكومة.

انها معضلة ولكن لا أحد يعرف كيف سيتعامل معها نتنياهو، ولكنه حتماً سيكون بحاجة إلى مساعدة كبيرة من الولايات المتحدة. كما أنه سيكون بحاجة أيضاً إلى استقرار تحالفه مع الصهيونية الدينية من أجل عودته للحكم. حتى الآن، يبدو أن الطريقين متعاكسان.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى