مقالات

من يوقف التصعيد الإسرائيلي في ظل المونديال؟

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – سربت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبرا مفاده أن قطر تضغط على حماس كي لا تصعد في ظل المونديال، هذا التسريب هو مجرد تضليل مكشوف، فالواقع اليومي يقول إن إسرائيل هي من تشن حربا من جانب واحد في الضفة، كل يوم هناك شهداء في عمر الورود، عمليات قتل متعمدة، جنود لديهم أوامر “اقتلوا شبابهم”. وما هو ملفت للنظر أن ليس هناك من مبرر عملياتي، فأي من الشهداء الذين اغتالهم جيش الاحتلال، منذ بدأ المونديال في قطر على الأقل، لم يكن يشكل خطرا لا على الجنود ولا على إسرائيل كمجتمع.

المقصود هنا أن من يجب أن يمارس عليه الضغط هو دولة الاحتلال لتوقف تصعيدها وجرائمها خلال المونديال وليس حماس، فهذه الأخيرة ملتزمة التزاما شاملا بتفاهمات التهدئة، ليس على جبهة قطاع غزة، بل وفي الضفة، فحماس لا تشارك إطلاقا بأي نشاط مقاوم على الأرض، لا بالسلاح، ولا في المقاومة الشعبية. فالغالبية العظمى من الشهداء هم من “فتح” والعدد الأقل من الفصائل الأخرى، ولكن ليس من حماس، كما أن الشريط الحدودي لغزة مع دولة الاحتلال، هو الأهدأ منذ زمن طويل حسب رئيس أركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته “كوخافي” .

إسرائيل لديها مخطط، وجزء منه أن تستغل المونديال لتضاعف من هجماتها على الشعب الفلسطيني في الضفة، ليلا تقتحم المدن والقرى والمخيمات، وفي الليل والنهار تقتل وتغتال ميدانيا الشباب الفلسطيني. وخلال ثلاثة أيام من الأسبوع الفائت اغتال جيش الاحتلال عشرة شباب منهم شقيقان، فمن يجب أن يتركز عليه ضغط المجتمع الدولي حقا، إذا لم تكن هي إسرائيل التي تقوم بقتل الشباب الفلسطيني يوميا..!!

ومنذ مطلع العام الحالي وصل عدد الشهداء من أبناء شعبنا إلى 212 شهيدا منهم 26 طفلا، هذه الأرقام تؤكد أن هناك قرارا إسرائيليا بممارسة “لعبة صيد” الشباب والأطفال الفلسطينيين وانهاك المجتمع نفسيا، فمنذ عدة أشهر ونحن نصحو يوميا على أخبار استشهاد شاب أو أكثر، ألا يستحق ذلك تدخلا دوليا لوقف هذه المجزرة البشعة البطيئة؟


اقرأ|ي أيضاً| مونديال فلسطيني في قطر


سياسة محاصرة الفلسطينيين وإفقارهم وممارسة كل أشكال الضغوط النفسية والمادية، هي سياسة المقصود منها ترحيل الفلسطينيين ببطء، سياسة تطهير عرقي لا تحصل بضربة واحدة، لتثير الرأي العام العالمي، بل على مدى طويل. ترحيل الفلسطينيين هو استراتيجية صهيونية ثابتة، منذ أن وطئت أقدامها فلسطين.

المغزى من استهداف الشباب والأطفال هو قتل الأمل، قتل المستقبل لدى شعبنا، وجعل الجيل الجديد المتعلم يفكر بالهجرة، وما يجب الحذر منه وإعداد أنفسنا له جيدا، هو المرحلة القادمة مع هيمنة القوى الفاشية على مركز القرار في إسرائيل، وهؤلاء العنصريون الحاقدون سيمارسون ساديتهم على شعبنا الفلسطيني، صمود شعبنا في المعركة القادمة مع هذا اليمين المتطرف سيشكل نقطة تحول في الصراع، فالصمود في وجه الموجة اليمينية المتطرفة قد يمهد لبداية الانتصار على إسرائيل الصهيونية العنصرية.

وفي نظرة على تجربة جنوب أفريقيا، فإنه بالإمكان ملاحظة أن اللحظة التاريخية التي سبقت الانتصار على العنصريين البيض كانت الأكثر حلكة على رأي شاعرنا الكبير محمود درويش. ولكن من الآن وحتى ذلك الحين نحن بحاجة إلى من يقف معنا في وجه المجزرة الإسرائيلية التي تنفذ ببطء بحق شباب فلسطين، وهي التي شهدت تصعيدا في المونديال، إن أي حديث عن ضغوط قطر على حماس كي لا تصعد في ظل كأس العالم، إنما هو حديث مضلل، وواقع الأمر أن الضغط لا بد أن يمارس على إسرائيل كي توقف المجزرة، وتحترم أن هناك حدثا إنسانيا تفاعليا كبيرا يجري في الدوحة، يتطلب أن توقف إسرائيل سفك دم الأبرياء الفلسطينيين.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى