مقالات

سقط شيخ الفتنة هنية.. وظلت الجزائر فلسطينية

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – لو علم رأس الكذابين في فرع الإخوان المسلمين في فلسطين (حماس) إسماعيل هنية، حرص الأشقاء في المستوى الرسمي والحزبي أيضا في الجزائر على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعلى النبل الذي يجب أن يتحلى به كل فلسطيني يدعي انتهاج المقاومة، ومدى احترامهم العظيم لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي بدأت علاقاتها الكفاحية النضالية بالجزائر الشقيقة قبل تشكيل حماس، وحتى قبل ولادة رئيس مكتبها السياسي الحالي، ولو علم أن منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المنبثقة عنها خط أحمر لدى الجزائر لا تسمح بتخوين قيادتها، لما غامر وغطس إلى قاع مستنقع التخوين، والتشكيك بقيادة الشعب الفلسطيني، وبمؤسسات السلطة الوطنية، لكن بما أن ظنونه كلها إثم، وكلامه عدوان على الوطنية الفلسطينية، فقد كتب على شخصه وجماعته استياء المستويين الرسمي والشعبي، ليس لأنه كذب -وهو المدعي أنه مسلم مجاهد، والمسلم لا يكذب- واتهم السلطة الوطنية بالتنسيق مع الاحتلال لضرب المقاومة في الضفة الغربية وحسب، بل لأنه استغل وجوده في مؤتمر بالجزائر راعية أحدث مبادرة للمصالحة (الفلسطينية – الفلسطينية) لإطلاق أحكام التخوين بحق السلطة الوطنية وقياداتها.

لا يعرف أمثال هنية الندم، ولا يفكرون للحظة بتداعيات مواقفهم العدائية المعلنة وحتى السرية لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ولا يقدرون الزمان والمكان المناسبين لطرح أراجيفهم، فهنية نموذج لجماعة يسبحون عشوائيا خارج مسارات الحقيقة والموضوعية والمنطق، تسيرهم شياطينهم المعششة في أدمغتهم، وتوجههم نزعتهم السلطوية، وسرعان ما يصطدمون بالواقع، ورغم ذلك يستمرون وبعناد في السير بالاتجاه المعاكس للتاريخ وتجارب الشعوب، والمبادئ والأهداف الوطنية الفلسطينية، ورؤى الأشقاء العرب الذين يشكلون عمقنا الإستراتيجي، ولعله تساءل بعد فضيحته على منبر شعبي جزائري بتجرده من أدنى مقاس لورقات التوت التي كان يفترض أن يحافظ عليها لستر عورة جماعته، لعله تساءل لماذا لم تنشر وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية أي خبر عن كلمته في مؤتمر: حركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية، ونعتقد أنه قد علم أنها لم تسقط سهوا بل أسقطت عمدا في سلة المهملات، لأن وسائل إعلام الجزائر الحرة والرسمية تحديدا، لا تسمح بتمرير خطابات بمضامين (ساقطة) وطنيا وعروبيا، ولا ترضى تلويث صحفها وفضاء وسائلها الإعلامية بسموم التخوين ينثرها فلسطيني مهما كان موقعه السياسي، قاصدا تخوين قيادة الشعب الفلسطيني، فالأشقاء في الجزائر لا يقبلون إلا صورة فلسطين الطاهرة النقية المكافحة المناضلة، فلسطين الحرية والتحرر، ولا يمكنهم تقبل تلويث هذه الصورة حتى من جزائري، أو من أي شخص كان؟

سبقت نزعة هنية العدائية للسلطة الوطنية عقله، فأطلق لسانه لافظا ما يعتبره الجزائريون قبل الفلسطينيين كلاما إباحيا ساقطا لا يستحق التدوين في وثائق وبيانات مؤتمر (حركة مجتمع السلم) فهذا الغارق حتى أنفه في الدم الفلسطيني اختلطت عليه الأمور وظن نفسه في مؤتمر لحماس، فراح يبث الفتنة بين الشعب الفلسطيني والتي قد يكون نتيجتها سفك دماء كفعلتهم السابقة قبل انقلابهم في 2007 وسيطرتهم بالسلاح على غزة، بينما واقع الأمر أنه كان يتحدث على منبر حركة مجتمع السلم (حمس) فراح يبث سموم الفتنة بين الشعب الفلسطيني في مؤتمر لمجتمع السلم، الأمر الذي دفع الأشقاء الجزائريين في هذه الحركة إلى الامتناع عن نشر أي إشارة لكلمة (شيخ الفتنة هنية) في البيان الختامي الصادر عن أعمال مؤتمرهم، فأثبتوا أن حامل الهوية الفلسطينية لا يستحقها بالوراثة، أو بمكان ولادته وحسب، بل بانتمائه وإيمانه بفلسطين وحق الشعب الفلسطيني التاريخي والأزلي بأرض وطنه، وبالقيم العظيمة التي رسخها الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني في قلوب وعقول الشعوب في الدنيا، كيف لا والأشقاء يعلمون جيدا أننا نحن الشعب الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية نعتبر الثورة الجزائرية مصدر إلهام لثورتنا الفلسطينية وكفاحنا وحتمية انتصارنا، وما حدث سقوط مدو لشيخ الفتنة هنية.. وظلت الجزائر فلسطينية.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى