مقالات

الفلسطيني اللاجئ الرئيس باسم 14 مليون: “بدي صفد”

الفلسطيني اللاجئ الرئيس باسم 14 مليون: “بدي صفد”

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – المناضل قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رئيس الشعب الفلسطيني، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني الدكتور محمود عباس هو الفلسطيني، هو اللاجئ الذي لم يفكر رؤوس المشروع الدولي الاستعماري –الصهيوني– برؤيته يوما على منبر الأمم المتحدة، وهو يقدم للعالم رواية الحق والحقيقة الفلسطينية باسم 14 مليون فلسطيني، منهم حوالي 50% لاجئين في دول الجوار العربي، وفي دول قريبة وبعيدة، وليشهد على إقرار العالم (الشرعية الدولية) بالنكبة التي أنزلتها مؤامرة الدول الاستعمارية ومنفذيها المستأجرين وعلى رأسهم المنظمة الصهيونية منذ 75 سنة، فالخامس عشر من أيار 2023 ليس كالخامس عشر 1948.. فالنكبة كان يجب وضعها في جملة فعلية، يُعَرَف الفاعل ويوضع تحته خط أحمر، فالفلسطيني اللاجئ الضحية، والفلسطيني الصامد على أرضه، أثمر بكفاح ونضال في شق طريق الرواية الفلسطينية، لتطرق باب وعي الضمير الإنساني العالمي الجمعي، بعد انتصار شعوب محبة للسلام ومؤمنة حقا بمعنى الحرية والحقوق المطلقة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.. وقالها بما لا تحتمل تأويلا أو تفسيرا بغير مقصدها وهو حق العودة المقدس عندما قال: “بدي صفد”.. “بدي أرجع لبلدي”.

في 15 أيار 2023 بدا العالم كمساند للشعب الفلسطيني في تثبيت روايته، ودحض (الكذبة الصهيونية) التي ألصقت ظلما بمصطلح الرواية، “فالحقيقة الساطعة لجذور الرواية الفلسطينية هي “أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق التاريخي والطبيعي لأرض وطنه فلسطين منذ فجر التاريخ” كما قالها الرئيس في كلمته التي قدمها كبحث بمنهج السهل الممتنع في فعالية إحياء الجمعية العامة للأمم المتحدة للنكبة الفلسطينية الذي ألهم وعي ممثلي دول العالم والمنظمات القانونية والحقوقية لمعرفة الحقيقة عن فلسطين التي روجت الدول الاستعمارية والصهيونية بأنها أرض بلا شعب وبأنها صحراء قاحلة بقوله: “فلسطين عَمّرها أجدادنا العرب الكنعانيون منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، وبنينا فيها حضارة، ولم ينقطع وجودنا الخلاق فيها ولن ينعدم أبدا.. وكنا من أكثر البلاد تحضرا وتطورا” وفي مقالنا ليوم غد سنقدم قراءة وافية لكلمة الرئيس أبو مازن التي يمكن اعتبارها بحثا تاريخيا قانونيا سياسيا موضوعيا بامتياز لم يسبق لفضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة أن شهد مثيلا له من حيث الوضوح والصراحة، والحقائق التاريخية، والوقائع وتحديد المسؤولين عن النكبة والمؤامرة على الشعب الفلسطيني، وعلى الاستقرار والسلام في هذه المنطقة الحضارية من العالم.. وسنحاول هنا تقديم رؤيتنا للوجه الآخر من النكبة التي باتت بالنسبة لنا معلومة من حيث تفاصيل الجرائم والمجازر وحيثيات المؤامرة والتطهير والتهجير القسري وتدمير القرى ومسحها عن وجه الارض، لنكتشف آثار النكبة في الاتجاه الآخر الذي ما كان ممكنا أن يحدث لولا نقاء جذور الانتماء والوعي الوطني، ولولا صلابة المكونات والمقومات اللازمة كشروط أساسية ليس لبقاء ووجود أي شعب في الدنيا وحسب، بل مقاومة الغزاة والمستعمرين المسلحين بعقلية إبادة وإفناء الآخر.

لقد سرعت النكبة في إنضاج وعي الشعب الفلسطيني بهويته الوطنية، وبضرورة أخذ المسؤولية كاملة عن وضع قواعد وأسس كيانه السياسي، والاستقلال في قراره وتحديدا فيما يخص قضية الكفاح والنضال وتحرير أرض الوطن فلسطين، بتلازم مع وعي وطني وعروبي وإنساني بدأ يتلمس حقيقة المشروع الاستعماري الصهيوني ومخاطره على الأمة العربية، وعلى مبادئ السلام والشرائع والقوانين الدولية والقيم الإنسانية أيضا.. وكان لتحول اللاجئ إلى فدائي ومناضل بدأ يفكر بمنهج تحرير الوطن وانتزاعه من براثن الدول الاستعمارية والمنظمة الصهيونية فقط بعد عشر سنوات على النكبة، ثم أطلق الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد 17 عشر عاما منها، ما يعني أن اللاجئ ابن السادسة أو العاشرة الذي هجر قسرا مع عائلته أصبح فدائيا وقائدا في إطار حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، فيما حافظ رجال ونساء فلسطين على جذور الهوية الوطنية بما فيها الثقافية الشاملة للتاريخ والحاضر الحضاريين والتراث والتقاليد، وبرسائل الأدب والفنون، والفكر السياسي، حتى بدت مخيمات اللجوء مواقع لإعادة صياغة الروح والإرادة الفلسطينية لتقوى على التحدي ومواجهة مؤامرة إلغاء الوجود بوجهيه: المادي التاريخي، والإنساني الذي اعتبرته المنظمة الصهيونية الأخطر على مشروعها وهذا ما تأكد لهم بعد سنوات من النكبة.. فقد رد الشعب الفلسطيني نكبة الوجود على المشروع الصهيوني حتى بات رؤوسه وروؤس الدول الاستعمارية يبحثون عن سبل تثبيت دعائم الكيان بمنحه هوية مزيفة، تارة بعنوان الديمقراطية، وتارة بعنوان: “دولة اليهود”، وحاولوا خلط الديمقراطية بنقيضها العنصرية والجريمة ضد الإنسانية فلم يفلحوا منذ إنشاء هذا الكيان، ونعتقد أنهم لن ينجحوا لانعدام التجانس، الذي توفر لشعب فلسطين ولم ولن يتوفر لمجموعات من تابعيه دول في قارات العالم تم استدراجهم إلى فلسطين تحت عنوان أرض الميعاد!! وبغواية الصهيونية الدينية التي سرعان ما حاولوا صهرها لصبها في قالب الصهيونية السياسية، فخدعوا أنفسهم ولم يفلحوا حتى الساعة في ذلك، فالنقيضان في صراع، أما الشعب الفلسطيني فقد كانت النكبة بمثابة عامل مساعد على الانسجام والتفاعل، وقدمت ملايين الفلسطينيين للعالم كشعب بكامل أركانه ومقوماته، رغم قساوة وشدة آلام النكبة.. ففشلت مؤامرة إيقاع النكبة بوعي الإنسان الفلسطيني على المستويين الفردي والجمعي، لذلك كان تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كوطن معنوي للشعب الفلسطيني أسهل مما اعتقد مخططو ومنفذو النكبة.. ناهيك عن الحضور الإبداعي في كل مسارات الحياة الانسانية وتحديدا الثقافية ما دفع العالم لمتابعة الرواية الفلسطينية.

أما على صعيد الأمة العربية، فإن الشعب الفلسطيني الذي يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ منها فقد كانت نكبته بمثابة افتداء للأمة العربية التي سارعت لإنضاج وعيها الوطني والقومي، وربطت مصيرها بمصير فلسطين، رأت المشروع الاستعماري الدولي – الصهيوني خطرا على وجودها أيضا، لكن رؤوس المؤامرة الدولية على الأمة العربية التي كان مركزها فلسطين، كانوا بين الحين والآخر يدفعون الجماعات والتيارات الطائفية والمذهبية ومثالها الأفظع (الإسلاموية السياسية) الإخوانية وغيرها كموجات تسونامية مغرقة مدمرة لتدمير ركائز الوعي لتسهيل سيطرة الدول الاستعمارية على مقدرات وثروات وحاضر ومستقبل شعوبها.


اقرأ|ي أيضاً| مرافعة الرئيس عباس الأهم

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى