مقالات

مفردات وأرقام حرب غزة الصعبة والمؤلمة

مفردات وأرقام حرب غزة الصعبة والمؤلمة

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – كل المفردات والارقام المتعلقة بالحروب هي صعبة ومؤلمة، ولا يمكن التعايش معها، لانه لا يمكن التعايش مع الحرب ذاتها او القبول بها، وربما الشيء الوحيد المقبول والمرغوب بها هو ” وقف اطلاق النار بشكل شامل ودائم “، والذي يكون السكان المدنيين تحديدا في انتظاره بفارغ الصبر. ابشع المفردات او المصطلحات المتعلقة بالحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة غيظا والما، هي ما يرده المسؤولين الاميركيين من تصريحات عندما يخاطبون إسرائيل ويطالبونها “بالتقليل من قتل المدنيين الفلسطينيين “، هذه المفردات هي اكثر ما يغيظ الشعب الفلسطيني وكل من يمتلك اقل قدر من الانسانية، لان هذه المفردات لا يمكن فهمها سوى دعوة لمواصلة الحرب مع السماح بقتل المدنيين ولكن بقدر اقل…كيف يمكن ذلك وخصوصا في منطقة ضيقة المساحة ومزدحمة بالسكان؟

المفردات الصعبة والمؤلمة اكثر وهي مطالبات جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان الفلسطينيين بالرحيل من منطقة الى اخرى ” نطالب السكان في مناطق شمال قطاع غزة بالرحيل جنوبا، جنوب وادي غزة ” ان هذه المفردات وبما فيها من اذلال فإنها تذكر الفلسطينيين بنكبة العام 1948، عندما طلب منهم الرحيل وهم حتى اليوم وبعد 75 عاما لم يسمح لهم بالعودة الى مدنهم وقراهم ومنازلهم ومزارعهم. والمفردات المتعلقة بتصريحات جنرالات جيش الاحتلال والناطقين بإسمه ” بأن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين ” وفي اللحظة ذاتها يكون خبر عاجل على شاشات التلفزة يقول ” ان 100 شهيد من المدنيين الفلسطينيين في قصف إسرائيلي في مخيم جباليا “

ومن المفردات المؤلمة ايضا عندما تصرخ امرأة او طفل خرج للتو من تحت القصف المجرم ويقولوا ” حسبي الله ونعم الوكيل ” والذي يعني ان الفلسطينيين في قطاع غزة انهم وجدوا انفسهم وحدهم في وجه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة، وان لا احد يدافع عنهم، وليس لهم سوى الرجاء للخالق. وفي نفس السياق، عندما يقال إن المنكوبين من الغزيين، ام فقدت اولادها او اب فقد أبناءه او اي انسان فقد للتو اخاه او اخته او ابنه ويقول بحسرة شديده ” اللي من الله منيح ” وهو يدرك ان ما يحل به سببه البشر ووحشية البشر او نتيحة حسابات خاطئة للبشر.

وهناك مفردات تصر وسائل الاعلام على تكرارها مثل “قصف عنيف لم يسبق له مثيل” او “قصف غير مسبوق بشدته”، عندما تأتي مثل هذه الاخبار نفكر بالأطفال والنساء منهم دون ذنب وجدوا انفسهم تحت هذا القصف البربري. او مصطلحات مثل ” دمار هائل ” ودمار غير مسبوق “، يجعلنا نتساءل هل كانت هذه الحرب ضرورية، ولماذا لا يستطيع احد ايقافها، التفكير بحجم الظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني.


اقرأ\ي أيضاً| ما الذي يحتاجه الشعب الفلسطيني في غزة؟


ليس فقط المفردات صعبة ومؤلمة، وانما ايضا الارقام التي لا تأتينا سوى بمزيد من الشهداء والجرحى والتي اصبحت ارقاما بعشرات الالوف وليس بالمئات او العشرات، والصعب في الأرقام هو الادمان عليها وكانها لا تعني حياة البشر، اطفال فقدوا ابتسامتهم للابد، ارقام فيها ابن، اخ، اخت او صديق لنا، انه شيء رهيب عندما تحول الأرقام الى حياة متكاملة قد فقدت في احياء مدن وقرى القطاع، عندما نسمع ان مئات العائلات شطبت من السجل المدني اي كارثة هذه؟

وفيما يتعلق بالأرقام بخصوص منازل المواطنين وتسمع ان اكثر من 60 الف وحدة سكنية دمرت، واكثر من 400 الف وحدة سكنية دمرت جزئيا، او ان 60 % من المنازل في قطاع غزة لم تعد صالحة للعيش. انها نكبة كبيرة، نكبة لم يكن الشعب الفلسطيني يريدها ولا يريد ان يعيشها.

المشكلة بان مفردات الحرب وارقامها مستمرة ولا احد يوقفها، بمعنى ان المأساة تتواصل ومشهد النكبة يستمر ببشاعة، هذا الامر من غير المقبول التعايش معه، وتمر المفردات والارقام في الاخبار وتمضي، لا نريد ان يواصل الساسة الاميركيون تصريحاتهم ” التقليل من قتل المدنيين ” نريد موقفا واحدا من الجميع، وخاصة من الادارة الأميركية الا هو وقف الحرب فورا، وقفها بشكل دائم وشامل، وكل ما هو عالق يمكن ان نجد له حلولا بالتفاوض بعيدا عن آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة، حرب الابادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل دون ان يحاول احد ايقافها.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى