أين الرد الإيراني؟
أين الرد الإيراني؟
شعاع نيوز – الكاتب: رامز المغني – بعد حادثة إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، إسماعيل هنية، وبعد ما قيل ان إيران ارست قواعد جديدة للاشتباك مع العدو الصهيوني عقب حادثة ردها المدروس في ابريل نيسان الماضي على حادثة قصف إسرائيل لمبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
عوّل وهوّل الكثيرون طبيعة الرد الإيراني على حادثة إغتيال هنية في طهران. بل ووصل الامر بهم الى انهم ذهبوا بعيداً في حجم الرد الإيراني على إغتيال هنية على أراضيها. وهنا نود التأكيد على عدة نقاط تم تناسيها من قبل منظري محور المقاومة في المنطقة.
أولاً: وقبل كل شيء، تناسى اولئك المنظرون أن طهران لديها مشاريع سياسية إستراتيجية في المنطقة واخرى عسكرية ونووية، جعلتها تتغاضى وتبتلع أي إعتداء او عقوبات عليها، سواء أمريكية او إسرائيلية؛ ليس من باب الضعف او عدم المقدرة على الرد، بل من باب إعطاء أولوية قصوى لتحقيق وإنجاز تلك المشاريع والأهداف والطموحات.
حتى وان كان ذلك على حساب صورتها الاعلامية او مايسمى بحفظ ماء الوجه امام اي أحد. وذلك ليس بالشيء الذي يعيب إيران او ينتقص منها. فهذه الأهداف و المشاريع تعتبر قومية، ولا مكان للصورة الإعلامية او ماء الوجه والعواطف امام تلك الأهداف الكبيرة. فهي تسير بمنطلق سياسي واقعي بحت، بعيداً عن كل المهاترات السياسية والإعلامية. وهي مدركة تماماً انا كل مايقوم به الامريكي والاسرائيلي هو لإستفزازها وجرها لحرب شاملة، ستكون حتما طهران هي الخاسر الاكبر فيها، لأنها إن تصرفت بتهور، فستجد الولايات المتحدة بذلك مصوغ لإنشاء تحالف دولي عسكري ضد إيران، يتم خلاله سحق كل المقدرات والاهداف السياسة والعسكرية الإيرانية في ليلة بلا قمر كما يقال!
ثانياً: قد تكون حادثة إغتيال هنية في طهران صادمة وواقعة قوية على حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل عام، لكن بنظرة واقعية يبقى هنية شخص أجنبي تم إغتياله على الأراضي الإيرانية. صحيح انه يعتبر احد حلفاء إيران.
لكن طهران سبق وان تغاضت عن إغتيال قادة عسكريين وعلماء إيرانيين على أراضيها. وذلك لنفس السبب الذي اوضحناه في النقطة الأولى، وهو إعطاء الأولوية لأهدافها السياسية ومشاريعها النووية والاستراتيجية ووضعها فوق كل إعتبار.
اقرأ|ي أيضاً| “إيران نمر من ورق”.. تأخر الرد الإيراني يثير سخرية مغردي مواقع التواصل
ثالثاً: إيران ومن خلال ردها المدروس جيداً على قصف إسرائيل لمبنى قنصليتها في دمشق، في أبريل نيسان الماضي، هي لم ترسي قواعد جديدة للإشتباك مع العدو الإسرائيلي، هي ببساطة إستغلت ظرف الحرب على غزة، بضرب بعض الأهداف الإسرائيلية، التي لن تؤذي إسرائيل بشكل كبير، ولن تؤدي الى إنهاء الحرب على غزة وتحول بها إسرائيل جبهة القتال من غزة الى طهران. حتى وإن ردت إيران على حادثة إغتيال هنية على أراضيها، سواء بشكل مباشر او عن طريق أذرعها وحلفائها في المنطقة، فسيكون في نفس اطار ومستوى ردها على حادثة القنصلية في أبريل نيسان الماضي.
رابعاً: علينا كفلسطينيين أن ندرك جيداً اننا وحدنا في المعركة مع العدو الصهيوني، وأن علينا أن نقتلع أشواكنا بأيدينا. فعشرة أشهر من حرب الإبادة الوحشية على غزة، كفيلة بأن تبرهن لنا بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لن يسعفنا أحد، لا من مايسمى محور المقاومة ولا من الدول العربية والإسلامية! ولا حتى من الغرب والمنتظم الدولي، الذي لربما تظاهر وإستنكر حرب الإبادة على غزة اكثر مما إستنكر العرب والمسلمين انفسهم. وذلك ليس لانهم تبرأو من جلدتهم العربية والإسلامية، بل لأنهم ببساطة لايستطيعوا!
بالتالي و ختاماً، علينا كفلسطينيين قيادة المعركة مع المحتل بحكمة واقتدار، وبما لايؤدي الى سحق كافة مقدرات شعبنا الفلسطيني وانجازاته على مدار عقود. وان نقتنع تماماً أن الإنتصار على المشروع الصهيوني حتمي للشعب الفلسطيني الصامد المتمسك بحقه وأرضه ومقدساته، وليس للأحزاب او للتحالفات والمحاور والشعارات الرنانة!