مقالات

شعفاط.. انتصار المخيم على المستوطنة

شعفاط.. انتصار المخيم على المستوطنة

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – في المخيم مواطنون فلسطينيون مهجرون تحت تهديد سلاح الغزاة، وفي المستوطنة غزاة سلبوا أرض وبيوت المهجرين.

هنا في المخيم أصالة وعراقة، وثقافة وهوية وطنية فلسطينية، وعروق تنبض بدماء الجذور العربية الإنسانية الطيبة، أما في المستوطنة فآدميون اجتثتهم الوكالة اليهودية من أوطانهم، وجردتهم من هوياتهم، وصهرت أجناسهم وأعراقهم وصبتهم في قوالب، فصاروا جريمة بحق الإنسانية تمشي على الأقدام.

في المخيم إرادة وشجاعة ورجولة وصفات وأحوال لإيمان خالد مادامت الشمس تطلع من الشرق بأن فلسطين منا ونحن من فلسطين، أما في المستوطنة فرجال ونساء وشباب من الجنسين مسيرون لا مخيرون على نهج السطو والسلب والقتل، فوهات أسلحتهم ناطقة باسم الهمجية البشرية البائدة، وشتان ما بين اللص المسلح، وصاحب البيت الشجاع.

هنا شعفاط، المخيم المتكئ على هضبات القدس عاصمة فلسطين، هنا صمود، مواجهة، مقاومة الشعبية، وعصيان، هنا شقيق حي الشيخ جراح الصامد رغم الجراح والنزيف، وهناك في بيت لحم والخليل ويافا، ونابلس، وقلقيلية وطولكرم وسلفيت ورام الله والناصرة والجليل، وغزة وأريحا وبئر السبع والنقب، وجنين وحيفا وعكا أخوة في الدم والمصير، أبناء الأم المقدس اسمها في الأرض والسماء (فلسطين) لهم في المخيم حق مقدس لا يفرطون به أبداً، هنا في المخيم أمانة العودة للبيت، للأرض، للبيارة، للحياة حيث كانت ولا تزال جنتهم الأزلية، وحق لا يدركه الغزاة المستوطنون، جنودا كانوا أو ضباطا أو جنرالات أو ساسة، فمنظومتهم العنصرية المسماة “إسرائيل” منتج استعماري، مدموغ بصلاحية، أو قل هو لص مدرب قاتل محترف، مسنود بجيش مستوطنين، يحل الموت معهم أينما حلوا، ولا يرفعون على ألأرض المقدسة إلا نُصُب الجريمة والعنصرية، والفخر بسفك الدماء.

شعفاط العصي على جيش منظومة الاحتلال والعنصرية، يعلن العصيان على الحصار و(موت إسرائيل) المدجج بالسلاح، الزاحف المنتشر في كل أنحاء البلاد كالوباء، كالجائحة، لكن الفلسطينيين في مخيم شعفاط، بأرواحهم المنبعثة المتجددة من سماء مدينة الله (القدس) قد عكسوا القاعدة يوم عجز (الموت الإسرائيلي) عن إخضاعهم، فهنا في المخيم اتخذ الجميع قرار عبد الرحيم محمود الشاعر الفلسطيني “فإما حياة تسر الصديق*** وإما ممات يغيظ العدى”.

شعفاط المخيم وطن صغير في قلب الوطن الأكبر، يتحدى بالهوية الوطنية عقود النكبة السبعة وما زاد عليها من سنين، ويحطم على أبوابه هيبة جيش الغزاة، ولا تتحطم سقوف وجدران منازله، فالبيت هنا مبني من عظام ابن البلد، من تراب الأرض التي تعرف اصحابها وتحميهم كالقلعة من حملاتهم الهمجية الدموية.

مخيم شعفاط رسالة للعالم لا يهم إن كان ديباجتها أو متنها أو خاتمتها، فكل قرى ومدائن فلسطين مخيمات، مادام المخيم اينما كان حقا وليدا، وثورة ابنة ثورة، ونصرا يليه انتصار.. فأهل المخيم حقيقة لا تزول أبدا، أما الغزاة فعابرون.


اقرأ|ي أيضاً| كل إرهاب دولة منظم تتم حمايته من الحكومات الإسرائيلية

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى