مقالات

من يلتهم من في الصراع الداخلي الإسرائيلي القائم؟

من يلتهم من في الصراع الداخلي الإسرائيلي القائم؟

شعاع نيوز – الكاتب: يحيى رباح – اللعبة الداخلية الإسرائيلية، التي جمعت بين النقيضين، بنيامين نتنياهو على رأس حزب الليكود الذي تمكن من دحر ماكان يعرف باسم اليسار والوسط ابتداء من سبعينيات القرن الماضي حين فاز بالانتخابات وشكل أولى حكوماته بقيادة مناحيم بيغين الذي اكتشف وقتها أنه لا يعرف إسرائيل على حقيقتها بأنها دولة مصنوعة بطريقة معقدة، وأنها إذا لم تواجه حقيقتها فسوف تنفجر هذه الحقيقة بأشكال فادحة، وأن الحركة الصهيوينة وهي صلب ماكان يعرف باسم الوكالة اليهودية العالمية كانت تدار بالكامل من قبل دول الاستعمار العالمي، البريطاني والفرنسي والألماني والإيطالي والإسباني، وليس كما أشاع اليهود عن أنفسهم بأنهم هم الذين يديرون تلك الدول في مرحلة الاستعمار العالمي التي أوصلتهم إلى أخطار كبيرة جداولكنهم عجزوا عن رؤيتها أو التنبؤ بها، حتى أن ما حل باليهود من آثار زمن التيه اليهودي خلق عندهم أكبر حالة من حالات الغش وخداع النفس، فقد تمردوا على نبيهم موسى والتحقوا بالمكاسب المادية التي تتاح لهم منذ أن غادروا مصر، حين قالت كل امرأة يهودية -كما ورد في التوراة- لجارتها المصرية، أعيريني ذهبك، لدي عرس وأريد أن أتحلى به، و بعد انتهاء العرس سأرده لك، ثم اكتشفت السيدات المصريات أنهن خدعن، فتحت جنح الليل تمت عملية الخروج التائهة، وهربت كل سيدة يهودية بالذهب الذي استلفته أو اقترضته مؤقتاً من جارتها المصرية.

وعودة إلى الأدوار الجديدة، فإن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو اضطر أن يتحالف مع إيتمار بن غفير لتكوين الحكومة الجديدة، و لكن كل واحد منهما يفكر بالتهام الآخر، وهم يطمئنون بعضهم بأنهما حلفاء مع أنهم أعداء، ويلعبون لعبتهم بتوحيد جهد القتل بلاحدود للفلسطينيين، واقتحام الأماكن المقدسة مثل الأقصى، والاستماتة بما تبقى من أعراس التطبيع ورقصاته المثيرة، والاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض لكي يصبح الاستيطان هو سيد الموقف، والتصرف على أساس أن هذه الأفعال والمواقف الشاذة هي محل الإجماع الصهيوني، وأن الإسرائيليين الذين يعارضون ذلك ربما من شدة شعورهم بلذة أفكارهم الإجرامية لايكادون يخافون من شيء حتى أن بيني غانتس وزير جيش الاحتلال سحبت منه صلاحيات لصالح وزارة الأمن الوطني، الذي وسع بن غفير صلاحياته حتى أن حرس الحدود الإسرائيلي انسلخ عن وزارة الجيش التي وزيرها بيني غانتس وأصبحت تابعة لبن غفير، ولكن هذا البيني غانتس وزير الجيش الذي يلطم خدوده في الليل من الذل الذي لحق به، له تصريح غبي جداً يقول فيه “إن أي جندي إسرائيلي لن يمثل أمام محكمة الجنايات الدولية”.

بالطبع نحن فلسطينياً في صورة الحقائق والتفاصيل الكاملة، وقرارنا بالمواجهة المحقة، ونعد العدة لدورنا الأساسي، ولن ننتظر من أبطال اللعبة الإسرائيلية أن يلتهمونا, لاتقيموا الأفراح أيها الإسرائيليون، موشيه دايان من رجالات الزمن الأول كان منفوخ الأوداج وقال في كلمة أصبحت مرثيته “إن فتح كالبيضة في يدي وأستطيع أن أكسرها وقتما أشاء، ولكن فتح قامت وأطلقت معها الثورة المعاصرة، على شاكلة شعبهااستوعبت كل الرؤوس والآيديولوجيات تحت اسم فلسطين، وخاضت معركة الكرامة، وفقد موشيه دايان حياته وسمعته وذاق الهزيمة، نحن فلسطينياً نعرفكم تماماً، بما لم يعرفه العالم، الانتفاضة الشاملة، وليس شيئاً جديدا أن العالم يسد أذنيه بأصابعه، وبالمشاكل التي يفتعلها حتى لا يقوم بواجبه، لكننا في الميدان بكامل الجاهزية، متحررين من لعبة التلاوم الشيطاني، شعارنا الأوحد، “أنت فلسطيني إذن أنت على حق” مضاؤون جميعاً بالوعي والمعرفة والحكمة والصبر وقوة التحمل، لم يخلقنا الله عبثاً لنحمي قدسنا وحقوقنا ومقدساتنا، بل لأننا عبر التجارب القاسية كانت تسطع فينا كل أنواع ومدهشات المقاومة، وإننا لجاهزون ومستعدون ونتصرف أننا منتصرون.


اقرأ|ي أيضاً| اتفاق ائتلافي بين الليكود و”يهدوت هتوراة”

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى