مقالات

معادلة بن غفير هدم مقابل هدم .. خطيرة تنتهي بالضم

شعاع نيوز – الكاتب: باسم برهوم – في الأيام الأخيرة يحاول وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير التذاكي وطرح معادلة هدم مقابل هدم وإخلاء مقابل إخلاء، وفي سباق ذلك طرح إخلاء وهدم الخان الأحمر مقابل إخلاء المستوطنة العشوائية التي أقامها مستوطنون شمال الضفة يوم الجمعة الماضي، وكذلك هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة المصنفة “ج”. وإذا تماشت الحكومة الإسرائيلية مع معادلة بن غفير وهي كذلك فإننا سنعيش مرحلة صعبة من سياسة التطهير العرقي، لأن اللعبة ستجري كالتالي بالنسبة للمتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، يدعون مجموعة من المستوطنين، وهي نفس المجموعة في كل مرة، يبنون عددا من الكرفانات في موقع ما في الضفة وتقرر الحكومة إخلاءهم ومقابل ذلك تخلي وتهدم قرى وتجمعات فلسطينية عمرها مئات السنين بناء على خطة موضوعة سلفا.

فهذه الحكومة اليمينية المتطرفة تريد أن تبدو أمام العالم أنها من جهة تواجه نزعة التوسع الاستيطاني، لكنها من جهة أخرى تقوم فعليا بفرض واقع جديد أكثر سوءا تنفذ من خلاله سياسة تطهير مناطق واسعة من الشعب الفلسطيني وتسيطر عليها.

الخان الأحمر على سبيل المثال، ما هو إلا مقدمة وأيضا نموذج لما قد يجري، فهذه القرية البدوية الفلسطينية تمنع دولة الاحتلال من وضع يدها على مساحة واسعة من الأرض تمتد من جنوبي القدس وحتى البحر الميت. المسألة في الخان الأحمر ليست مجرد إخلاء وسيطرة على مساحة أرض واسعة بل لأن هذه القرية الفلسطينية البدوية إن سقطت، فإن إسرائيل ستضع يدها على منطقة E1″” التي تفصل جنوب الضفة عن شمالها، إنهاء فرصة إقامة دولة فلسطينية مترابطة وقابلة للحياة، ما سيمثل إنهاء لحل الدولتين، الذي تقول واشنطن إنه يمنع المس به. فمعادلة بن غفير هدم مقابل هدم أو إخلاء مقابل إخلاء، معادلة ليست ساذجة، أو أنها مجرد فعل ورد فعل إنها معادلة خطيرة ستنتهي بضم معظم الضفة الغربية وتصفية حل الدولتين تماما.


اقرأ|ي أيضاً| الاحتلال يصعّد من عمليات الهدم في مناطق متفرقة بالضفة


تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حول منع الفلسطينيين من البناء في منطقة “جيم” تدخل في نفس السياق ونفس معادلة بن غفير، أي أن معادلة هذا الأخير هي سياسة واستراتيجية تنوي حكومة اليمين المتطرف تنفيذها ضمن توزيع مكشوف للأدوار، لكن الهدف نفسه هو الضم بمختلف الوسائل والألاعيب. وبهذا المعنى فإن نتنياهو لا يختلف كثيرا عن بن غفير سوى بالهامش الأوسع الذي يتحرك به الوزير، وهنا لا يغيب عن ذهن الفلسطينيين بأن نتنياهو هو الراعي الفعلي لبن غفير وسموتريتش وغلاة اليمين في الصهيونية الدينية.

صحيح أن قرية الخان الأحمر قرية صغيرة، لكنها بأهلها بوجودهم وصمودهم في هذه المنطقة الاستراتيجية من يحافظ على هدف الدولة الفلسطينية، لذلك فإن المعركة هناك هي معركة الكل الفلسطيني ولا يجوز التراخي في إسنادهم ودعمهم والوقوف بالميدان إلى جانبهم. الدفاع عن الخان الأحمر ليس مهمة فتح وحدها، كما هو بادٍ حتى الآن، إنها مهمة كل الفصائل دون استثناء، وهي مهمة الشعب الفلسطيني كله.

معادلة هدم مقابل هدم أو إخلاء مقابل إخلاء يجب ألا تمر، فهي إن مرت في الخان الأحمر فلن تتوقف، وليس هناك من استثناءات من سياسة التطهير العرقي فالشعب الفلسطيني كله مهدد ولا خيار أمامه سوى المواجهة والصمود على أرضه.

أما المجتمع الدولي فهو اليوم على المحك، خصوصا أنه قد أوصل رسالة لحكومة نتنياهو – بن غفير بعدم تقويض حل الدولتين. الموقف الدولي مهم، ومهم للغاية في الحالة الفلسطينية، لكن التجربة أثبتت أن صمود الشعب الفلسطيني الصلب على أرض وطنه وأرض دولته، هو العامل الحاسم، والذي سيفشل معادلة بن غفير وغيرها من مخططات دولة الاحتلال الإسرائيلي.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى