مقالات

ليوقف البعض تهافته

ليوقف البعض تهافته

شعاع نيوز – الكاتب: عمر الغول – في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل وحلفائها من الغرب الاستعماري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أعلن الرئيس محمود عباس مرات عدة موقف منظمة التحرير وقيادة الدولة الفلسطينية المحتلة من الحرب، وأكد أولويات الموقف الفلسطيني، التي جال عليها امس أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض للمرة العشرين، ان لم يكن اكثر، وتحدث بوضوح أولا وثانيا.. وعاشرا الوقف الفوري لحرب الأرض المحروقة على أبناء الشعب في القطاع، ورفض اية حلول جزئية او امنية او تقوم على فصل غزة عن الضفة بما فيها القدس العاصمة، واكد ان ملف المحافظات الجنوبية مرتبط ارتباطا عضويا بالحل السياسي الشامل للقضية الفلسطينية. كما وشدد على وحدة الكل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، ونبه لأهمية الوحدة الميدانية في الدفاع عن الحقوق والثوابت الوطنية في مواجهة التغول الصهيوني الفاشي في القدس العاصمة وعموم محافظات الشمال الفلسطيني، وتأمين الحماية الدولية لكل الشعب.

ولم يتحدث الرئيس عباس عن اليوم التالي، الا في اطار الحل السياسي القانوني المرتكز على خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان عودة اللاجئين وفقا للقرار الدولي 194، ومطالبة الاشقاء العرب والدول الإسلامية بوضع الخطط لاعادة اعمار ما دمرته حرب الإبادة التي تديرها وتقودها إدارة بايدن وربيبتها إسرائيل على الأرض لاستباحة دم الأطفال والنساء والشيوخ، ورفض التهجير القسري من محافظات الوطن كلها. فضلا عن تأكيده الاستعداد الفوري لاجراء الانتخابات بمستوياتها الثلاثة: الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني.

وكان تركيزه على الان، على اليوم، وما يفترض ان تعمل من اجله كل القوى في العالم، وهو وقف المحرقة، الهولوكست الصهيوأميركية، ورفع الحصار الشامل عن أبناء الشعب في كل المحافظات، وحماية الشعب الفلسطيني المنكوب من فظاعة وبشاعة جرائم الحرب المجنونة التي تجري على الأرض الفلسطينية في محافظات الجنوب.

لكن شاء البعض الخروج عن النص والموقف والثابت الوطني الحالي، الذي حدده رئيس منظمة التحرير، وادخل الموقف الفلسطيني الوطني في التباس وغموض غير مبرر، ولا مفهوم باستخدامه مقولات ليس الأوان اوانها، ولا الوقت يسمح راهنا بالتنطح لها، ولا يوجد مبرر مقنع لاثارتها، ولا يوجد مسوغ سياسي او تنظيمي او كفاحي لطرحها، لانها تتناقض مع مصالح الشعب العليا، وتسهم في تعزيز الفرقة في أوساط الشعب، ونحن احوج ما نكون للوحدة الوطنية، وتعزيز عوامل الشراكة السياسية والنضالية الميدانية، كمقدمة لغد، ولوحدة النظام السياسي الفلسطيني، وانضواء جميع القوى في المنظمة، وهذا احد مخرجات قمة الرياض العربية الإسلامية المشتركة. وبالتالي ليس مسموحا لكائن من كان ان يطلق العنان لنفسه للخروج عن صيغة الموقف الواحد والموحد للشعب العربي الفلسطيني.


اقرأ|ي أيضاً| محددات الموقف الفلسطيني حول مستقبل غزة


وللأسف فإن ذلك البعض المتهافت لا يميز بين لحظة سياسية وأخرى، بين ما هو مسموح التصريح به، وغير المسموح به راهنا، وتخونه الحكمة في إطلاق العنان لشطحات سياسية نضالية تمس بوحدة الموقف الوطني. ويتجاهل بديهيات أساسية في العلاقة مع وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية. لانه من غير المنطقي، والمرفوض الثرثرة في الرغبات والاسقاطات الذاتوية امام من هب ودب، هناك حدود لما يمكن ولما لا يمكن.

اثبتوا، وخلوا اقدامكم قوية على الأرض، ولا تخرجوا عن النص، وتعالوا عن الصغائر بغض النظر عن خلفيات وحسابات ومخططات البعض. الأوان ليس أوان الحساب، ولا الدخول في المناكفات، وليس مسموحا القاء الكلام على عواهنه، تريثوا، ولا تكونوا نسخة من المتهافتين من قيادات الحركات والقوى الأخرى، التي نشأت وتربت وترعرت على التحريض والاساءة للآخر الوطني.

مصالح الشعب الفلسطيني تحتم علينا رص الصفوف، وتعزيز المقاومة الشعبية في مختلف محافظات الوطن، ووضع خطط علمية سياسية ودبلوماسية واقتصادية مالية واجتماعية وعمرانية وسيكولوجية وتربوية ثقافية إعلامية للنهوض بابناء الشعب من وحشية وهمجية حرب الأرض المحروقة. هل يكف أولئك المتهافتون عن الثرثرات غير المبررة مرة وللابد؟؟

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى