مقالات

جبهة الضمير الإنساني التي نحتاجها

جبهة الضمير الإنساني التي نحتاجها

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر – نحتاج -نحن الشعب الفلسطيني– في خضم نضالنا الوطني المشروع والمنسجم مع الشرائع الانسانية والسماوية الى تكوين جبهة ضمير انساني بلا حدود، لا نميز بين جنس وعرق ولون ودين، لكن ليس قبل اقناع اصحاب الضمائر الانسانية بالحق التاريخي والطبيعي لشعبنا في ارض وطنه، وتقديم احسن الصور الحضارية القديمة والحاضرة، وتلك التي نراها في مستقبلنا على ارض وطننا، وليس قبل اجماعنا على وسائل وأدوات مقاومتنا الشعبية السلمية، باعتبارها السبيل الأمثل لحشد اعرض وأعمق وأطول جبهة ضمير انساني، تتميز بقدرات المؤثرين في المجتمعات السياسية والقانونية والثقافية والاقتصادية، وهنا ستتجلى الابداعات والبطولات الوطنية، جبهة ضمير انساني تضبطها قواعد عمل وفعل حيوي مستمر بأعلى درجات الطاقة الكامنة في الانسان المؤمن بقضية حق، جبهة تضاعف جهدها في اللحظة المناسبة لرد الفعل على الجريمة ضد الانسانية.

آن الأوان لنخرج من دوامة الحديث –باللغة العربية واللهجة الفلسطينية- عن مسؤولية منظومة الاستعمار والصهيونية الاحتلالية (اسرائيل) عن جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية بحق الشعب الفلسطيني، فهذا أمر ثابت منذ اكثر من قرن، عندما قال هرتزل مؤسس المنظمة الصهيونية يجب ابادة الشعب الفلسطيني، وإفراغها من أي اثر لسكانها حتى نبرهن على مقولتنا بأن “فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض”، أما سجل المجازر الدموية منذ اكثر من مئة عام وحتى اليوم، فإنها واحدة من حيث الهدف، مع اختلاف أدواتها ووسائلها وتنوعها، وأرقام ضحايا المجازر وجرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية، فالمنظومة الاستعمارية كانت وما زالت تعمل على تهيئة الأسباب والشرارات اللازمة للانطلاق بحملة اشد فتكا من سابقاتها، ولتنفيذ مخططات الاحتلال والاستيطان بالتهجير تحت ضغط اسلحة الدمار، والحصار، والحرمان من الموارد الطبيعية.. فالصورة اليوم ابلغ من أي خطاب أو بيان أو تصريح، رغم اهمية كل منها، شرط احتوائها على رؤى غير معتادة أو معلومة سلفا أو مكررة!


اقرأ|ي أيضاً| الانتفاضة العالمية لنصرة فلسطين..هل سترضخ الحكومات؟


ما يجب معرفته أن منظومة الدولة الاستعمارية العميقة والصهيونية احدى ادواتها، لا تعير اهتماما لمواقف دول وحكومات وشعوب العالم، ما دامت قادرة على السيطرة والتحكم بأهم عناوين الشرعية الدولية، والقانون الدولي، ولا تلتفت الى بيانات وتصريحات أو قرارات ليست مقرونة بآلية عملية مؤثرة، تنطلق للتطبيق على الأرض قبل التفوه (بالكلام) أو نظم البيانات ذات اللغة الشعرية البلاغية! فهناك فرق بين (سنعمل وسوف نعمل) وبين (لقد بدأنا بفعل كذا).. لذا فإن تضييع الوقت بتشخيص وعوارض المرض، رغم وضوح السبب وعلم الجميع به، وإدراكهم العميق لأسبابه وأدواته، وتداعياته، وأهدافه، يعتبر ملهاة، وتوسعة لدوائر الثرثرة، وبلوكات كلامية تحتاجها وسائل اعلام لسد فراغات زمنية في برامجها الاخبارية وتحليلاتها –هذا اذا كانت بريئة ولم تنخرط في المؤامرة– لأنه لم يعد الحديث عما اذا كانت صور الضحايا المدنيين الأبرياء في المجازر والأعمال الارهابية مخالفة للقانون الدولي، وإغراق الفضاء بالأسئلة عن المسؤول، فكل واحد يمتلك حواسا سليمة، لم تنقطع عن عقله الانساني، وقيمه وأخلاقياته الانسانية، ومسنود بمعرفة وثقافة انسانية بلا تحيز، ومعلومات باتت متاحة بكبسة زر، بإمكانه معرفة المجرم بحق الانسانية، وبإمكانه اخذ الموقف القابل للتطبيق العملي مباشرة، وفق توجهات ضميره، وقد يكون هذا الشخص وزيرا أو نائبا أو مؤثرا، أو فردا لا يتحمل مسؤوليات سياسية، وفي هذه اللحظة على المؤمن بقضيته العمل على تشكيل جبهة انسانية فاعلة، تصد وتردع، وتحتوي وتمنع تمددها على الأقل، فالجريمة ضد الانسانية والإرهاب الدموي، كالفيضانات والسيول العارمة ستدمر في نطاق اوسع من التصور، ما لم ترفع الموانع والسدود القوية سلفا، وما لم يرسم المعنيون الخطط الرئيسة والاحتياطية لمحاصرتها!

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى