مقالات

النهاية بحروب خاصة لم تحقق أهدافها!

شعاع نيوز – الكاتب: موفق مطر ماذا يعني تحقيق أهداف أي معركة! وماذا يعني الانتصار؟ في الحالة الأولى يجب الأخذ بعين الاعتبار الأهداف غير المعلنة، التي قد تكون صعبة وليست مستحيلة، لكن من غير المناسب إشهارها لأسباب عديدة، أهمها واقع محيط المعركة الميداني على الأرض، والسياسي المرتبط بمجموعة تحالفات، ونفوذ دول استعمارية على المجتمع الدولي، أما الأهداف المعلنة فهي مرتبطة بمستوى الثقة بالقدرات البشرية والمادية العسكرية والتعبوية والإعلامية على تحقيقها، ثقة يجب ألا تقل عن 99%، والأهم من كل ذلك تحديد الشعارات المرسلة والمبثوثة للحاضنة الشعبية عموماً في الدائرة الأوسع، والجماهيرية ذات الصلة المباشرة بقرار الحرب في الدائرة الأضيق، ذلك أن رفع سقف الأهداف دون حسابات دقيقة، سيؤدي حتما الى نتائج عكسية، يصبح التراجع عنها في غير الوقت المناسب، اصعب بكثير من الهزيمة الميدانية على الأرض، ناهيك عن تأثيراتها السلبية البعيدة المدى على نفوس الجماهير والحاضنة الشعبية على حد سواء، قد تبلغ حد التفكير بالمصير والخوف على الوجود اصلا.
إن قرار حماس المنفرد بمعركة (7 اكتوبر) كان خاصا حتى من داخلها، فاقدا لمبدأ الإجماع الوطني الفلسطيني، غطي ببيانات وشعارات دعائية توضح اهدافه وملخصها: أن المعركة بداية (لحرب تحرير فلسطين) وإعادتها الى “حكم الاسلام” كما قال (محمد ضيف) في بيانه المسجل بصوته صبيحة ذلك اليوم، وإيقاف ومنع المستوطنين دخول المسجد الاقصى، وتحرير كل الأسرى الفلسطينيين، بعملية تبادل بجنود وضباط ومستوطنين أكثر من(130) لدى حماس والجهاد الاسلامي، اما حكومة منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية، فقد اتخذت من هجوم 7 اكتوبر ذريعة لإطلاق ساعة الصفر لتنفيذ خطة حملتها الدموية على الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، لتبلغ ذروتها في التدمير والقتل العشوائي في قطاع غزة، وأعلنت هدف القضاء على قدرات وسلاح حماس ومنعها من حكم غزة، وضمان حياة آمنة للمستوطنين بمحيط القطاع!
بعد 122 يوما على الحرب،أنجز جيش الاحتلال هدفا غير معلن لحكومة الصهيونية الدينية، وحدث مبدأ “الردع الفتاك والتدمير الشامل” تجاه كل من يعمل على الاضرار بنظرية أمن ومستوطنات ومستوطني “دولة الاحتلال” وجعل قطاع غزة نموذجا حيا لهذا الردع!، وهذا ما افصح عنه (يوآف غالانت) وزير حرب جيش منظومة الاحتلال بقوله إن:”بيروت ستشهد مصير غزة إذا فكر حزب الله بشن حرب على اسرائيل”، أما الغاء قضية اللاجئين وحق العودة المقدس، فيتم تدريجيا عبر تقديم اغراءات مالية لتهجير اللاجئين من غزة طوعا، كما اقترح بنغفير رئيس حزب (العظمة اليهودية) فيما يتعلق بالهدف المعلن، فحكومة المنظومة لم تعلن سوى عن انجازات عسكرية على الأرض، لكن تحقيق الهدف بصيغته النهائية قد يتطلب شهورا وأكثر، كما صرح رؤوس من المنظومة أمنيون وسياسيون! وفي خضم كل هذا انتقمت المنظومة بتحويل (2مليون) مواطن الى نازحين ودفعهم الى مادون خط الصفر!. لكن ليس قبل قتل (40 الف مواطن)حتى اليوم ارتقوا بين شهيد ومفقود، وحوالي(70 الف) جريح ومصاب، ورغم كل هذه التضحيات مازال المستوطنون يقتحمون يوميا المسجد الأقصى، وزاد على الخمسة آلاف اسير، قائمة ب، 6520 مواطناً اعتقلوا منذ 7 اكتوبر، ونعتقد أننا على صواب إذا قدرنا أن الأسرى لا يتمنون ان تكون حريتهم على حساب مئة الف شهيد وجريح ودمار 40-50% قطاع غزة، أما مقولة “بداية التحرير”، فنعتقد أن احتلال جيش الاحتلال لقطاع غزة من جديد، يعني ان اسرائيل القائمة بالاحتلال وبوجودها العسكري والأمني المباشر، ستعطل أي امكانية لقيام دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة بعد اقتطاع 18% من مساحة ارضه الغنية للزراعة لصالح منطقة عسكرية عازلة.
خلاصة القول أن حماس لا تستطيع التراجع علنا عن اهدافها المعلنة، لأنها ستكون بداية النهاية لمشروع الاخوان المسلمين العالمي، وكذلك (اسرائيل) التي ستفقد قوة الردع الفتاك، رغم امتلاكها اسلحة نووية لكنها لا تستطيع استخدامه نظرا لتداخل مدن ومستوطنات اسرائيلية مع مدن وبلدات وقرى عربية، وستكون نقطة البداية للمشروع الاستعماري الذي انشئت من اجله.

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى